Friday, February 15, 2008

شيء من بعيد نداني


اغلق باب غرفته بهدوء ثم جلس على حافه السرير يفكر ..... هو يعلم جيدا بأن هذا الصندوق لن يعيد شيئاًولكنه لا يستطيع ان يتغلب على رغبته في ان يفتحه ويقلب في محتوياته هو يعلم جيدا انه بمجرد ان يديرهذا المفتاح وينفتح الصندوق سيجعل لهذه الشعيرات البيضاء التي تغللت بعمق داخل شعره تختفي ليحل مكانها قصة شعر قديمه كانت تميزههو سيعود فتى العشرينات ..... سيجد نفسه يرتدي هذا البنطال الجينز الذي يخجل كثيرا من ارتدائه الان ....وسيعود مرة اخرى لآناقته التي انقضى عهدها منذ زمن مضى ....لا يتخيل إنه حقاً سيفتح هذا الصندوق الان وسينظر لهذه الصور التي تغلب على نفسه كثيراً ليمنعها من القاء نظرة عليهاولكنه سيراها الان هو حقاً يتشوق ان يراها ... سيرى ابتسامتها وسيرى جدائلها السوداء... سيرى عودها الاسمر الذي طالما ميزها بخطوات رشيقه طائرةسيرى عيونها التي لم يكن يرى غيره بداخلها وسيرى فتى العشرينات الذي كان عليه يوماما هو في هذه الصور يقف بجانبها يضحك ضحكة هو حقاً لم يعد يتذكرها الان ...في هذا الصندوق وضع خاتماًِ ذهبي منقوش اسمها عليه ، سيجد ايضا تذكرتين لإحدى السنيمات وتوقيع كلاهما عليها .... ابتسم ابتسامه واسعه وهو يتذكر ان هناك ايضاً احدى الشرائط التي سجل عليها صوتهما معا ً .... انتابته نوبه قويه من الفرح لم يكن يعلم إنه قد اشتاق لسماع صوتها الرقيق بهذا القدرتنهد تنهيدة طويله محاولا تخفيف هذه الدقات السريعه بداخله قام بهدوء وتوجه إلى الدولاب ثم فتح هذا الدرج الصغير ليلتقط المفتاح ثم فتح درج اخرونظر لهذا الصندوق القابع في هذا الركن منذ مدة طويله حتى اصبح جزء لا يتجزء من الدولاب اخرجه ببطأ وتوجه الى وسط السرير حتى يستطيع من نثر كل محتوياته امامه ... هكذا يحب تناول المفاتيح وقبلها مبتسماً ثم شرع في فتح الصندوق .....عندما انفتح هذا الباب فجأه لتظهر منه هذه المرأه السمراء السمينه .... نظرت اليه بحدة" ثم زفرت بقوة " هوا احنا مش هنخلص بقى من الصندوق ده
نظر اليها كطفل صغير وقد ارتكب لتوه احدى الاخطاء ....شيئاً ما يصرخ بداخله لماذا الان !!تنهد بيأس ثم سحب المفتاح ونظر اليها .. " فعلا لازم نخلص منه
لوحت بأيديها....... طب يلا ياخويا انزل هاتلي الطلبات دي عشان اعمل الغدا
أطرق برأسه ...... طيب هلبس وأجيلك
بعد ان خرجت من باب الغرفه .. ظل محدقاً لوقت ما في الفراغ ... ثم نظر لهذا المفتاح في يده وفكر لثواني ان يختلس نظرة سريعه إالى الصوروحينما اوشك على فتحه تراجع في سرعه ... لا ليس الان فلم يعد هذا الزمان مثل ذاك الزمان ولم يعد هذان الشخصان في الصورة كهذان الشخصين الان ... بل لا يمتوا اليهم بصلةلا هي هذه الفتاه النحيله السمراء ولا هو فتى العشرين الذي تميز بأحدث القصات ولكن.... لماذا لا يلقي نظرة ولمجرد حتى الفضول لعله يضحك او لعله يعيش اياما اخرى على ذكرى جميله يجدها بهذه الصور...ادخل المفتاح مرة اخرى واداره حينما انفتح الباب مرة اخرى ....." ماتيلا ياراجل

20 comments:

نداء said...

موضوع رائع بجد رائع جدا وعناصر جميلة

صاحب المضيفة said...

قصة جميلة


أنا عندي اقتراح


انتي ممكن تجمعي القصص القصيرة دي في كتاب أدبي صغير

هايكون جميل وشكله ظريف


ربنا معاكي

Rania Lelah said...

اول زيارة
تحياتى لقلمك الرائع

Anonymous said...

الغاليه ياسمين

قصه جميله فعلا و احلي حاجه الذكريات اللي بنعيشها بترجعنا لأيام كانت جميله و كنا بنحس معاها بفرحه و سعاده

ربنا يجعل كل ايامك سعاده و هنا ياجميله و علي فكره انا متفقه مع صاحب المضيفه كتاباتك جميله و لازم تضميها في كتاب انا متأكده انه حيكسر الدنيا

تحياتي ليكي

Salma said...

اكيد مش ديما يتنتهي او بتذبل قصص الحب والايام الورديه بالشكل ده

برغم ان كتير بيتغير اوي ويتموت معاه احلى زكريات ممكن تكون من قبل كده لمجرد الاهمال او الفتور بينهم

بس هيه مالها متعصبه عليه كده ليه :)

Rosa said...

ياسمينا
زي ماعودتينا يا قمر
بجد قصه قصيره رائعه
جوايا حلم اني ماكنش الكلبوظه دي بعد عشرين سنه
مش عارفه في امل ولا لأ
:)
وصفك ليه و للصندوق كانرائع ياياسمينا
بجد تسلم ايدك

Yassmina said...

نداء
thnx awee
welcome too again
***************


صاحب المضيفة

انا كده هتغر على فكرة :)
ميرسي على تشجيعك

*****************

rania

تحياتي انا لزيارتك الجميله
ويارب تكون ديما

Yassmina said...

اجندا حمراء

توتا ياجميله وحشاني والله
طبعا الذكريات هي حياتنا
الذكريات هي الي بتخلينا احيانا نعرف نكمل حجات كتيرة فحياتنا
احيانا الرجوع لوراء بيدينا دفعه لقدام
ميرسي ليكي ياتوتا

Yassmina said...

lama
طبعا مش بتنتهي او بالاصح مش كلها بتنتهي
بس هو الفتور فعلا والانشغال فالحياه
وقله التعبير عن المشاعر كمان كل ده بيأدي خطوه خطوه لهوه كبيره قوي بينهم
وناس كتيرة للأسف بتقع فالموضوع ده وبيضيع منهم حجات كتيرة

Yassmina said...

روزا
:D
بعد الشر ياشيخه
انشاء الله تفضلي منيكان
لالالا غزال كمان
بجد مبسوطه انو عجبك وصف الصندوق

shreen said...

ياااااااااااه يا ياسمين
القصه دى حاسه ان فيها اكتر من مجرد احداث

هى نظره فلسفيه ما
على علاقتنا نحن
وحياتنا بالزمن

هل نحن من نتغير عبر الزمن ؟
ام ان الزمن هو من يقوم بتغيرنا ؟

هل لو ظلت هى الفتاه السمراء النحيفه
وهو صاحب احدث القصات
عبر الزمن فى ذات اللحظه
ستكون علاقتهم ذات نفس الطابع الان او ستكون كما كانت منذ زمن ؟

هل لاننا نحن نتغير تتغير طبيعة علاقتنا ؟
ام لان طبيعة العلاقه على مر الزمن تتغير فتجعلنا اشخاص مختلفتين ؟


ولماذا نتغير من الاساس ما دمنا قد احببنا وضعا ما فى فتره ما من الزمن
لماذا لا نبذل جهدما لنحافظ عليه بدلا من ان نجلس ونبكى ما كناه يوما؟

لماذا اصبحت الفتاه السمراء النحيفه الرقيقه

السيده البدينه السمراء الفظه ؟

لماذا اصبح الشاب الممتلئ حيويه هو ذلك العجوز المنهك الذى يجتر الذكريات ؟

لا تقولى او تظنى وهما انه السن

هذا وهم
فكم من شباب هم عواجيز ويحملون بداخلهم الاف الهموم والحيوات داخل سنوات عمرهم القليله؟

وكم من كبار السن يحملون بداخلهم روحا نشطه مرحه تفوق روح شباب فى نصف عمرهم ؟

مش بقولك فلسفه حمقاء يايسمين

انت عارفه ان دماغى تاعبنى
ومخى اللى ما بيبطلش هو سبب شقائى فى الدنيا

قرفت انا بكلامى الاهبل ده

ما علينا

انت وحشانى جدا
وانا بحبك جدا جدااااااااااااا

كلية السياحة والفنادق said...

بوست جميل ورائع - قصة أحسست انها حدثت بالفعل - ولكل منا صندوقه الخاص حتى ولو أختلف الصندوق أصبح شيئا آخر
تحياتى لقلمك المنفرد وعقلك الساحر وكتابتك الجميلة

امين سر said...

أنتِ
يا سارقة ياء النداء من حروفي
لماذا أنتِ مرتبكة ؟
نعم أعنيك أنت
ادعوك للإنضمام للفكرة
فانتِ وحدك .. تلك التي لم تأت
هذا طريق لم يكن يعرفه احد
و لا يعرف احد
طريق لم تعرفه اقدام المارة
و لم تدنسه من قبل عجلات سيارة فارهة وقودها من عرقك و دمي
تعالي معنا و املئي الدنيا بالضجيج
نظرة على اسرار اون لاين لن تضيرك
و مشاركتك تأكدي انها مصدر سعادة لنا
http://asraronline.com/vb/

Muhammad Mammdouh said...

عجبنى جدا خيالك بجد تسلم ايدك
موضوع بسيط بس على فكرة هى دى الحقيقة الواقعة والى بحصل فى حياتنا وباستمرار بس الايام الى جاية مش هاتدى فرصة لحد يحتفظ بذكرياتة
تحياتى ليكة

veticohaya said...

salam alikom...

hehhehhehe

ماتيلا يا راجل...هههههه
بجد اد ايه التصوير معبر جدا
كل وااحد فينا يحب يبص في صوره القديمة ويعد يضحك لغاية اما عنيه تدمع
بيفتكر احلى لحظات مره في كل حركةفي كل صورة
هي ذكرياات حلوة عمرها ما هتتمسح من الميموري بتاعتنا
بين كل فترة واخرى...بعد اقلب في صور الموبايل سلايد شو انا واصحاابي والموسيقى الخلفية
والله بتنسيني كل احزااني وبكتفي بالتامل والتذكر لاحلى حظاتنااا

بس عجبتني والله ما تيلا ا راجل...:D
تسلم ايدك
وبالتوفيق ان شاء الله

أسير الجراح said...

يا سمينا قصة فى منتهى الروعة وبجد المدونة فى منتهل جمال تحياتى اسير الجراح

ADMIN said...

good story

Oma said...

3la fekra ya yasmina aked enty 3arfa eny 2aretha 2bl kda mra w etnin w tlata 2bl kda lakn maknsh 3ndi wa2t arod....fakrene a5odlk youm agaza 3shan ne5als kol el7ekayat :)))))))

kol ma elwa2t ye3ade eslobek beykon agmal w arka...bgd ba2ete betktbe 7elw awy ya tota
7abeto 5ales w ma7betsh elsha5sia elsa5ifa eltania de

2aretha kaza mraaa bgd estmt3t beha w kol ma a2raha a7sha agmal :)

Miss uuuuuuuuuuuu

Oma said...

iam back 3la fekra...fat7t elblog :))))))

Abo 7anf said...

السلام عليكم
دى اول زياره ليا
وبصراحه الموضوع جميل جدا
وربنا يوفقك