Friday, January 09, 2009

لحظات



احيانا بيكون في احاسيس وكلام الانسان بيقف قدامه كتير عشان يوصفه او يتكلم عنه
بالنسبالي بلاقي الموضوع اصعب واصعب اني حتى كمان اكتبه
ويمكن الموقف يكون بسيط وسهل يتحكي
لكن صعب توصف الي حسيت بيه وقتها

ديما لما بكون مسافرة ومن وانا فالمطار ببدأ اشوف الناس بصورة مختلفه
عندي عادة ديما اني اراقب وشوش الناس
وارسم حكايه لكل واحد فيهم
كل نظرة وكل ضحكة وكل دمعه ليها معنى ووراها قصة اكيد
وبالذات فلحظات السفر
ولما بقعد جوه الطيارة والاقي كل واحد بدأ يتكلم فالتليفون ويعمل اخر مكالمة يودع بيها اهله
بقيت اتخيل كل كلمة معناها ايه
وادقق على نظرة الي حوليا وهما بيقفلو التليفون
ياترى بيفكرو فأيه ؟
اما بقى لما بتبدأ لحظات السفر نفسها
ببدأ افكر فنفسي انا واحس انو ده اصعب وقت بيعدي عليا
لما بحس اني مفصوله عن كل الناس بالوقت والمكان وحتى اني مش ماشيه على الارض زيهم
بحس اني فعالم تاني ومكان ملوش دعوه بالواقع بتاعهم وقتها فعلا بحس قوي بالخوف
بالذات لما ببص لتليفوني واحس بالعجز اني مش قادرة حتى اعمل مكالمه واحده
واني لوقت معين فحياتي هنقطع عن كل الناس الي بحبهم وبحاجه خارجه عن ارادتي
رسمت قصص لناس كتير شفتهم
وسألت نفسي عنهم كتير
ياترى الشاب ده هيرجع تاني او يترى هو مهاجر خلاص
ياترى العروسة الي مسافرة دي
بتفكر فأيه
بشوف على وشها ضحكه تملى الدنيا بس ياترى هي فعلا من جواها سعيد وياترى هتقدر على الغربة دي ولا هتندم
حتى الراجل العجوز ده ياترى هو رايح فين ولا بيعمل ايه برة وياترى عايش لوحدو ولا وسط ناسو واهلو

فاكرة زمان اول سنة بابا سافر فيها
فاكرة قد ايه كنت حزينة ورحت اودعه فالمطار
واول لما رجع بعد سنه كنت اول واحده اجري عليه واستقبله هناك
لكن لما السنين عدت مبقتش اروح المطار ولما كان بيرجع بره تاني كنت بقف على باب البيت اودعه وبعديها اروح اكمل حياتي عادي
هل لآنو بقى امر عادي واتعودت عليه
هل البعد والسفر بيخلي الناس فترة بعد فترة تتغير
وتتعود
حتى الناس وهي بتودع بعضها فالمطار
الشوق واللهفه بقت شيء مفقود فعنيهم

وكأن الغربة والبعد بقو شيء مسلم بيه خلاص
افتكرت خاطرة كنت كتباها زمان ووصفت بيها نفسي اني بحس اني زي ورق الشجر
الي الهوا بيخليه يروح يمين وشمال
وكأنو واقف بيودع الناس

بس مبقتش احس اني لوحدي .... ومش لحظات السفر بس هي الي بتفكرني بورق الشجر
لكن لو بصيت على حياتنا هلاقيها كلها عبارة عن اوراق شجر