Saturday, December 15, 2007

عابر سبيل



شيئا ما يمنعها من النوم .....شيئا يغطي هذه الرغبة في النوم نعم هي تجاهد لان تبقى عيناهامفتوحه م
تنظر لهذا السرير امامها .... ولكنها تلتفت بأستمتاع لصوت الرياح الغاضبة بالخارج والذي يغريها اكثر بالتوجه اليه
تفتح هذا الباب وتنسل بهدوء الى هذا العالم الغاضب بالخارج والذي يفصلها عن هذا الهدوء المميت داخل منزلها
انطلق الهواء بقوة داخل خلاياها وحواسها وكأنهما على موعد فجاء بكل شوق يحتويها وبقوة يتخللها ويخترقها
لاتعرف لماذا هو يخترق افكارها ويجتاجها فلحظات مماثلة دائما لهذه ....لا يوشك شيئا ما بداخلها ان ينغلق حتى يعود هو وبقوة واصرار داخل خيالتها وافكارها
تعلم جيدا ان لا شيء قل رغبتها فالنوم سوى هذه الرواية التي قرأتها منذ قليل
انها تفاصيله التي كانت تنتقل معها من صفحة الى اخرى وتشعر كأنها تراقبه من عالم اخر
تلاحق خطواته السريعه..... تطارده بين الصفحات .... تبتسم فهي لآول مرة تستطيع ان ترى عالمه الداخلي
دون ان يمنعها هو ان تطارد غموضه وافكاره في الحقيقه

تتذكر هذه الكلمات الي قرئتها منذ قليل.. قد تأتينا اكثر الاشياء التي اردنها في وقت قد نكون فيه مللنا من الانتظار
تتسأل قبل ان يتوقف لسانها عن ترديد هذه الكلمات .. ترى متى سيأتي هذا اليوم الذي ستمل فيه من الانتظار
وهل هي على موعد بالقاء في هذا اليوم .... الذي قد لايأتي ؟؟
امسكت بهاتفها وعلامات سخريه تعلو قسماتها .... هاهي لاتمل من ان تعاود الاتصال مرارا وتكرارا بهذه الارقام حتى تجيبها هذه الحمقاء كما تدعيها بأنغلاق الخط
يتهيأ لها احيانا ان هذه السيده قد تيأس منها ... او قد يجيب هو ... اوان تمل هي وهذا حل مستبعد بالنسبة لتهيأتها
شهور عدة توقفت عن احصائها وهي تسمع هذه العبارة.

تدخل غرفتها وتقذف بهذا الهاتف .....
هوا لم يكن يوما حبيباً وقد تظلم مسمى يدعى الصداقة اذا اطلقت عليه هذا الاسم هو.... رفيق لحظات ...حقا لاتعلم
تذكرت اسم احدى الروايات والتي تحمل اسم عابر سبيل
نعم يمكنها ان تطلق عليه هذا الاسم
لحظات من الصمت تتبعت نطقها لهذا الاسم ..... فأحاطط بها التساؤلات من منهم كان عابر السبيل اهو ام هي؟
من منهم لجأ للآخر اكانت هي بجوارحها بأحزانها ... ام كان هو حيث كانت هي واحة نتقلاته واسفاره

اكانت هي من لجأت اليه يوم اثقلها الكتمان والاسرار فهو من كان يعرف اين تخبيء مفاتحها السري لدموعها
ام كان هوا من لجأ اليها وهو يعلم انها ستظل مكانها ولن تسأله يوما عن هذا الغموض .. هي ستجلس معه ستاحدثه واحيانا كثيره ستضحكه
ولكنها لن تطب منه يوما ان تفتح معه خزائنه واوارقه المطوية بأحكام..
الهذا كان يأتي اليها بعد ان كان يرهقه عالم اخر بكثرة التساؤلات

كان يجلس معها تفضحه عيناه بما تتوق يداه ان تفعله ولكنه يضم يديه اليه كرجل يمسك بزمام الامور

بينما تصرخ عيناه بأنه اضعف من ذلك…
ولكنه يعلم جيدا وتعني هي الاخرة ماذا ستعني لمسة منه اليها….وماهي عواقبها او بمعنى اصح بالنسبة اليها ماهو مفعولها
انها عالم ستنهار فيه جدران غموضه … عالم ستاطلبه فيه بأن يأتيها بجميع مفاتيحه واقفاله… عالم لن يكون هوا فيه الصديق مثلما كان يدعي
عالم ستختفي فيه ملامح عابر السبيل وسيتجرد هذا العابر من غموضه … وهي تعلم جيدا انه يخاف من ان يفقد بريقه اذا اعطاها اول صفحات من كتابه المفتوح
لهذا هو كان يجلس مربعا يداه الى صدرة يدعى التحكم … وشيئا من الصمود
بينما هي تجلس تسرد احاديثها … واحيانا اخرى تتلاعب بما بين السطور
كل منهما يحاول النظر الى عين الاخر … يحاول ان يثبت كلاهما للآخر ان هذه الرسائل التي تدور بين العينين ماهي الا وهما ليس اكثر
بل وقد تتمادى هي وتعترف بأنها قد لاتتذكره فالايام المقبلة … بينما يقبل هو التحدي بل لايتوانى ان يغرق نفسه في موجه من النسيان …
ويفترق الاثنان
وتفترق الافكار
وتفترق الارواح
وهي لاتحمل سوى ذاكرة الاحساس … حواس تشتاق بداخلها اليه … تشتاق لشيء ما هي مازلات لاتعلمه حتى الان
او ماذا يشكل هو في مسمياتها الخاصة هو شيء مازالت تجاهد في معرفته كينونته
هو شيء ليس له حدود او جوانب او ابعاد كأي شكل هندسي ستقيسه وتأتي بالحل والمعادلات
ولكنها تعلم انه قد يستحق المحاولات
ولكنها ستكف عن المحولات الان … فقط ستضع هذا الهاتف بجانبها وستنام
.......................................